لماذا الشغف بالعلم | الجرعة اليومية من العلوم

يوافق اليوم 21 أغسطس الذكرى السنوية الثانية لإطلاق مبادرة الجرعة اليومية من العلوم، فأجمل شئ حصل لي على مدار العامين الماضيين هو مقابلة مجموعة رائعة من الأشخاص مثلي، يؤمنون تمامًا بدور العلم ويساهمون في نشره وكتابته، فما أجمل أن ترى شخص يشاركك اهتماماتك وشغفك، فكان شعارنا دائمًا #شاركنا_الشغف_بالعلم.

"انطلق.. كن كنبيّ في قومه يدعوهم إلى مخالفة ما تعارفوا عليه، تحمّل أعباء السير في عكس الاتجاه إلى أن يصحح المجتمع مفاهيمه وقيمه." كانت هذه مقولة قد قرأتها في إحدى مقالات أستاذ أسعد طه التابعة لكتابه (يحكي أن) أحد أفضل الكتب على الإطلاق من وجهة نظري. أتذكر في بدايتي عند انشاء المبادرة واجهت العديد من الاستنكارات والتعجبات عن ماهية الفريق وفكرته، كونه جديد ولا أحد يفهم غرضه - ولازال البعض حتى الآن! - وأيضًا من ناحية أخرى حظيت ببعض الدعم والتشجيع من بعض الأصدقاء.


عامان من نشر العلم والعمل، يمر الوقت ولا أعلم كيف يمضي، فلازلت أتذكر البداية كأنها البارحة عند تفكيري في إنشاء الفريق وكيف كان أول اجتماع لنا. أتذكر كل هذه اللحظات بتفاصيلها، أتذكر أول حدث ميداني لنا "الجرعة السنوية الأولى من العلوم" بجميع تفاصيله ومتحدثيه وكم عانينا في تنظيمه وكل مشكلة واجهناها، أتذكر إعجاب الجمهور به وكيف كانت بداية لا بأس بها لفريق لم يمض على إنشاؤه 6 أشهر وجميع منظميه من طلاب الجامعات.

يقول عالم الكونيات الأمريكي كارل ساغان "العلم هو طريقة للتفكير أكثر بكثير من كونه مجموعة من المعارف". لطالما أردنا التعلم ولكل منا منظور خاص به ناحية العلم لتحقيق أغراض خاصة أو عامة، ولكن أين المجتمع؟ أيًا كان عمرك أو تخصصك فالتطوع ليس لطلاب الجامعات أو فترة عابرة في حياتنا، للمجتمع حق عليك بالمساهمة والتطوع وتذكر" بدل أن تسب الظلام، حاول إصلاح المصباح" اجعل لك بصمة من خلاله، ولا تكن ممن يسيئون لهذا العمل. فعلى مدار العامين الماضيين نشرنا أكثر من 1500 مقال علمي في مختلف المجالات العلمية، من قبل مختلف الأعضاء، البعض غادر والبعض لازال يساهم أملًا في إحداث تغيير ولو صغير.

والآن؟أصبحت الجرعة اليومية من العلوم أكبر مبادرة علمية في صعيد مصر بعدد متطوعين تجاوز ال 100 عضو من مختلف المحافظات المصرية، بل أصبح لدينا بعض الراغبين في التطوع من الخارج، كلًا منهم يقوم بدوره في المبادرة ما بين كاتب ومترجم ومصمم أو مدقق لغوي..الخ. أقمنا أكبر حدثيين علميين في الصعيد، وفي أبريل الماضي أطلقنا الموقع الإلكتروني الخاص بنا،وأصبح لدينا العديد من الموجهين والمساعدين من المتخصصين أبرزهم الدكتور علاءالدين عبداللطيف دكتور الفيزياء بالجامعة الألمانية بالقاهرة، الدكتور محمد زهران بجامعة نيويورك في الولايات المتحدة والدكتور هاني حمروش دكتور الجولوجيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتورة فاطمة ربيع والدكتورة أية علي من جامعة جنوب الوادي.


أكثر ما يثير إعجابي بالفريق هو متطوعيه، فجميعهم من طلاب الجامعات بمتوسط عمر لا يزيد عن 21 عامًا، فنادرًا ما نواجه مبادرة أو فريق بحجم المبادرة يشير إلى غرضها ويكون القائمين عليها طلاب علم "بمرحلة البكالريوس" فقط، وهذا ما يُعزز بدوره المتسقبل الذي طالما انتظرته للمبادرة ويزيدني حماسة للعمل تجاهه

رسالتي لأعضاء الفريق

تذكروا دائمًا أنالبطل يتجاوز القدرة على تطوير مهاراته إلى القدرة على تطوير مهارات الناس، وربما تغييرها. فعملنا في الجرعة اليومية من العلوم ليس لتطوير مهارتنا والتطوع فقط، وإنما لترك أثر يتذكرنا الناس من خلاله دائمًا، أن نترك أثرًا يساهم في خلق المزيد من المبدعين والمتطوعين بمهارات تساعدنا في نشر العلم ما بين فئات المجتمع.

وأخيرًا، هل تعلمون الجندي المجهول في العمل؟ ذلك الشخص الذي يبذل مجهودًا ايمانًا بفكرة ما ويكون المقابل أقل مما يستحق، شخص يعمل ولا يعلم عنه أحد. نحن في الجرعة اليومية من العلوم لدينا مثل هؤلاء الجنود المجهولون الذين كانوا معي منذ البداية إلى يومنا هذا، ربما لا يعلم عنهم أحد، ولكنهم كانوا سببًا من أسباب نجاح الفريق بشكله الحالى - بالطبع بجانب الفريق بكامل أعضاؤه - ولكن هؤلاء لطالما صمدوا وعملوا في صمت وكان لهم الفضل في كثير من العمل منذ البداية. هؤلاء الأبطال همأسامة الشيمي - ميار محمد - أحمد علاء - سلفيا أمير،وعليه أود أن أشكرهم جميعًا كونهم معي منذ بداية انشاء الفريق وحتى الآن. <3
وشكرًا لجميع من ساهم في نجاح الفريق سواء كان من الأعضاء أو الجمهور أو المؤسسات أو الموجهين، شكرًا لكم جميعًا. <3

© 2021 all rights reserved.