أن تكون صريحًا مع نفسك l خواطر من النفس
January 28, 2021
دائمًا ما يساورنا شعور الإخفاق والفشل بين لحظات وأخرى ومن المؤكد أنه كثير الحدوث هذه الأيام، ولاسيما بيننا نحن الشباب. معظم ما يحدث لنا وراؤه أسباب عديدة، أولها السوشيال ميديا، فدائمًا ما نرى أصدقاء لنا أو آخرين بنفس العمر ناجحين بحياتهم العملية أو العلمية أكثر منا، ولكن لا أحد يعلم مدى الجهد أو الإرهاق الذي أبذلوه للوصول لذلك، فالسوشيال ميديا لا تعرض لك إلا نتائج الأمور، وليس ما وراءها من هزائم أو عواقب ومشكلات. وقصدت هنا القول بـ"هزائم" وليس فشل، فهناك فرق كبير بين الهزيمة والفشل. لا بأس بهزائم عديدة طالما ستصل في نهاية الأمر إلى ما تريد
العالم لن يتوقف بدونك
من الجميل أن تكون صريحًا مع نفسك، وأن تعلم أن هذه الدنيا لم ولن تتوقف عليك، ولا تعتمد أي شخص آخر. نعم، وكان ذلك أول درس قاسٍ تعلمته بالحياة عندما أخذت المُنية والدتي منذ أحد عشر عامًا. فكم من مرة ظننت أن الحياة قد توقفت، ولكنها الآن مستمرة إلى هذه اللحظة التي اكتب بها هذا المقال. البعض منا يظن أنه المختار الذي نعتمد عليه جميعًا وأن لديه قيمة كبيرة لدينا، بل وفي بعض الأحيان يّود لو أن ينسحب لنشعر بقيمته، فالمعظم للأسف يقيس قيمته بالحياة بمدى ارتباطها بالناس وحاجتهم إليه. قيمة الانسان يا عزيزي هو ما يظن هو بنفسه، وليس ما يعتقده الناس عنه و ينطبع ذلك على تصرفاته و ثقته بنفسه وحسابه الدقيق لنفسه وتصرفاته. وقال الدكتور عصام مصطفى - وهو طبيب جراح بالولايات المتحدة - من قبل عن هذه الأمر "يا عزيزي .. لا تعطى لنفسك قيمة لا تستحقها فى العلاقات البشرية .. و احرص على علاقتك بمن حولك .. و تذكر دائما ان كل البشر يمكن استبدالهم حتى انت .. و ستعلمك الحياة ان من قاطعتهم لتعلمهم درسا لا يتذكرون الان من انت أصلا و لا يعرفون شيئا عن المعارك و الخزعبلات و التهيؤات التى تدور بذهنك المريض .. و ستتعلم ان من حاولت تلقينهم درسا بان تمنع عنهم صداقتك الحنون و حبك الجارف و نصائحك الذهبية .. كانوا يتمنون من سويداء قلوبهم ان تختفى من حياتهم. فاختر لنفسك و اعرف قيمتها و احرص على علاقتك بالبشر تكن اسعد الناس.
لا بأس بالوقت..طالما نستمر بالبحث
تسير الحياة، ودائمًا ما أقول إنه لا وقت لكل مشكلة نواجهها، ولا داعي أن نظل أمامها كثيرًا، وأيًا تكن المواقف أو العوائق التي نراها، حتمًا هنالك في مكان ما من لديه أصعب منها ويمر بظروف قد تظن أنها من وحي الخيال. لا بد أن يبحث كل منا عن هدف يسعى خلفه، ولا بأس أن تكون في فترة البحث مدة طويلة قد تستمر لسنوات، فمنهم من عرف قيمته ووحياته بعد الأربعين أو الخمسين عامًا. والأهم من اكتشاف هدفك وقيمتك هو الاستمرار في البحث وعدم التوقف. أيضًا كل منا لديه واجب نحو محتمعه، أيا يكن سنك أو جنسك أو دينك أو مدى تعليمك أو جهلك. لا بد أن نهتم بمن هم حولنا وحتى إن واجهنا المجتمع بأسره، فيجب أن نظل نعمل حتى النهاية. يقول الأستاذ أسعد طه عن هذا الموضوع واحدة من أكثر الجمل التي مازلت تدهشني بمدى مغزاها حتى الآن "انطلق.. كن كنبيّ في قومه يدعوهم إلى مخالفة ما تعارفوا عليه، تحمل أعباء السير في عكس الاتجاه إلى أن يصحح المجتمع مفاهيمه وقيمه." فكن أنت ذلك الشخص الذي يبدأ الثورة تجاه الجهل وكل ما هو خاطئ ومتعارف عليه بمجتمعنا.
أنت أولى بالنصيحة!
نعيش في وطن جاهل، بمعالم غير واضحة، نضحك على أنفسنا من أجل العيش. ولكن الأسوأ من ذلك هم الذين يمشون ينصحون الناس بكل ما هو جيد وهم لا يقومون به على الإطلاق. بل ومنا من يشعر ويصدق أن مصر هي مركز العالم أو كما نقول "أم الدنيا". أرجوك العالم لا يحتاج لنصائحك ولا لحديثك ولا تعليقاتك، العالم لا ينتظر مصر كلها بالمره. ويقول الدكتور عصام مصطفى أيضًا "أؤكد لك ان شخص واحد ينتظرك بفارغ الصير لتزيل التراب عن كتبك و تذاكر .. هو انت .. انت هذا الشخص الذى انت منوط بنصيحته و رعايته و الأخذ بيديه. أنا اعرف ان العالم سيفتقد اهتمام سيادتكم و كل مصرى مهتم بتغيير العالم و لكن هل من الممكن ان نعمل و لو قليلا لإصلاح حياتنا و تنظيف أكوام القمامة و بحور المجارى التى نعيش فيها!
إلى متى؟
بالتأكيد لا اعلم إجابة هذا السؤال، وإلى متى سنظل كذلك، وإلى متى يجب كلًا منا أن يبحث ويعمل من أجل قيمته. لكن ما اعلمه، هو إنه يجب أن نتوقف عن المشي كالقطيع وراء كل ما نسمع ونرى، وعلينا أن نقف أمام أنفسنا ونقيّمها ثم نقومها حتى تكون أهلاً للمهمة التي أوكلت إليها.